بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله هذا أول لقاءلنا ، نسأل الله سبحانه وتعالي أن تصل الرسالة
التي من أجلها قمت بعمل هذا الدرس ، هذا الدرس رسالة أريد أن تصل لكل شاب ملتزم ، هذا الرسالة قد أكون
أدركت أهميتها من خمس أو ست سنوات ووقتها كانت هناك إنتقادات مع الإخوة ، وكنت دائما أتناقش مع الأخوة
أنني أريد أن نتربي بالقرآن
نريد أن نخرج منهج دعوة كامل من القرآن ، فالمعجزة لا يصنعها إلا معجزةلكي نصنع رجل مثلي أو مثل فلان ، ليكون مثل سلمان الفارسي أو مصعب بن عمير رضي الله عنهما فهذه معجزة
فالمعجزة لا يصنعها إلا معجزة ، والمعجزة الوحيدة التي بين أيدينا هي القرآن ، أيها الأخوة في الله لايصلح البشركلام
البشر ،
لايصلح البشر إلا كلام رب البشرنريد أن نتربي علي القرآن ، فهذه أول ثمرة ولعلها تكون ثمرة صغيرة وندعوا الله أن يبارك في القليل ، نريد أن تتربي
قلوبنا علي القرآن ، نريد في رمضان أن نعيش مع معاني الإيمان في مدرسة القرآن ، لما سألت السيد عائشة رضي الله
عنها عن الرسول صلي الله عليه وسلم قالت :
"كان قرآنا يمشى علي الأرض " لن أقول لك كن قرآن يمشي علي
الأرض ، فلن تستطيع أن تجمع ستة آلاف أية في حياتك ، ولكن كن سورة تمشي علي الأرض ، لن تستطيع ، كن أية
تمشي علي الأرض ، كن معني أية من أيات القرآن تمشي علي الأرض
ومعنا أول سورة من سور القرآن وهي سورة البقرة بعد الفاتحة ، وسيكون لنا لقاء منفرد مع سورة الفاتحة هي أول
سورة من سور القرآن وهي سورة البقرة ، وهي أطول سورة من سور القرآن علي الإطلاق ، ومن أول الأشياء التي
تلفت نظرك في سورة البقرة إسمها
ما معني كلمة البقرة ؟يا إخوة لأا حتي الآن يعبدها حوالى نصف مليار شخص في العالم ، البقرة من أكبر الرموز الشركية التي عبدت من
دون الله في التاريخ البشري بالكامل ، بل في الآثار الفرعونية القديمة ، يقولون العجل أبيس ، وكثيرا جدا تقرأ في
القرآن أناس عبدوا العجل ، عبادة البقرة في هذا الوقت يمارسها نصف مليار ،من يسجدوا لبوذا والبقرة الآن أكثر
ممن يسجدوا لله الواحد الديان ، إذا البقرة هي رمز شركي خطير
دائما أسماء سور القرآن يكون لها مقصد هام جدا ، فسورة البقرة ذكرت فيها قصة البقرة بين سيدنا موسي وبني
إسرائيل ، فيقول سيدنا موسي لبني إسرائيل
"وِإذْ قَالَ موسىٰ لقَومه ِإنَّ اللَّه يأْمركُمَأنْ تذْبحو بقَرةً قَۖاُلوا َأتتخذُنا
هزوا قَۖالَ َأعوذُ ِباللَّه َأنْ َأكُونَ من الْجاهلين" البقرة : ٦٧ ، قال بقرة ،
"قَاُلوا َأتتخذُنا هزوا" لماذا يأمرنا الله أن نذبح
بقرة ؟!! ،
"قَالَ َأعوذُ ِباللَّه َأنْ َأكُونَ من الْجاهلين" ،
"قَاُلوا ادع َلنا ربك يبين َلنا ما هي" :
البقرة ٦٨ يقول أذبحوا أي
بقرة !!! ، فيقولوا قل لنا ما هي مواصفاا ؟!
"قَالَ ِإنه يقُولُ ِإنها بقَرةٌ" البقرة : ٦٨ ، فقبل أن يقول صفتها يقول إنها
بقرة!!!
"َلا فَارِض وَلا ِبكْر عوانٌ بين ذَٰلك فَۖافْعلُوا ما تؤمرونَ" البقرة : ٦٨ ، يقول لهم نفذوا الأمر ،
" قَاُلوا ادع َلناربك
يبين َلنا ما َلونها قَۚالَ ِإنه يقُولُ ِإنها بقَرةٌ صفْراءُ فَاقع َلونها تسر الناظرِين" البقرة : ٦٩ فقبل أن يقول
"صفْراءُ فَاقع
َلونها" يقول إا بقرة!!! نحن نعلم أنها بقرة ، فقل إنه يقول إا صفراء ، بل هو يصر علي أا بقرة
"قَاُلوا ادع َلنا
ربك يبين َلنا ما هي ِإنَّ الْبقَر تشابه علَينا وِإنا ِإنْ شاءَ اللَّه َلمهتدونَ" البقرة : ٧٠ "
قَالَ ِإنه يقُولُ ِإنها بقَرةٌ َلا ذَُلولٌ
تثير الْأَ رض وَلا تسقي الْحرثَ مسلَّمةٌ َلا شيةَ فيها قَۚاُلوا اْلآنَ ِ جئْت ِبالْحق فَۚذَبحوها وما كَادوا يفْعلُونَ" البقرة : ٧١،
" قَالَ ِإنه يقُولُ ِإنها بقَرةٌ"برهان ودليللماذا يصر سيدنا موسي علي أنها بقرة ؟ فلننتبه إلي هذه النقطة ، بني إسرائيل كان في قلوبهم حب عبادة البقر ، حب
عبادة العجل ، فأراد الله أن يطهر قلوب بنى اسرائيل من حب عبادة العجل وحب عبادة البقر ، فأمرهم أن يذبحوا
بقرة ، لكي يكون برهان أمام الله أنه لم يعد في قلوبهم حب هذا الشرك ، لذلك فإن سيدنا موسي يقول إنها بقرة !!!
إنها بقرة !!! وهم يتحججوا ، ويتباطأوا ، فقال الله
"فَذَبحوها وما كَادوا يفْعلُونَ"يظل زمن لا يطيع !!!فلنقف أمام
" وما كَادوا يفْعلُونَ "، هذه الكلمة لنا نحن ، فإن كل أمر نسمعه من الله نظل الزمن الطويل قبل أن
ننفذه ، فمثلا شاب عرف أمر من أوامر الله ،
علم أن الأغاني حرام فيظل سنة كاملة يسمعها قبل أن يتركها ، علم أن
معصية معينة حرام فيظل سنة كاملة يرتكب هذه المعصية قبل أن يتركها ، "وما كَادوا يفْعلُونَ" بمعني أم فعلوا في
أخر الأمر بعد مشقة وهذا من علامات عدم الإسلام لله ،
فقصة البقرة رمز من رموز التوحيد في سورة البقرةفعندما يسمي الله هذه السورة بالبقرة ، فهو إسم يذكرك بتوحيد الله سبحانه وتعالي ، وكذلك كل سور القرآن
مسماها له حكمة ، وقد عرفنا الحكمة من تسمية السورة بالبقرة ، أما من ناحية مكانها في هذا الموضع ، نعلم أن
القرآن المكي نزل أولا والقرآن المدني نزل أخرا ، الجزء التاسع والعشرون و الجزء الثلاثون هو أول سور نزلت من
القرآن أي أنها مفترض أن توضع أولا ، والقرآن المدني هو أخر قرآن نزل ومع ذلك هو أول القرآن ، لماذا ترتيب
المصحف عكس ترتيب الترول ؟ أنزل الله الإيمانيات أولا ثم الأحكام ، فلماذا في المصحف الأحكام ثم الإيمانيات ؟
هذا نخصص له جلسة ، ولكن بسرعة نقول لأن الله حرم الخمر علي أربع مراحل ، إذا من أسلم عند نزول المرحلة
الرابعة يقولوا له أنتظر قليلا !!! ، أشربها ثم مرحليا نحرمها عليك بعد ذلك !!! ، هذا لايصح ، فالدين كَمل
إذا لأنه كَمل ، فينبغي علي عتبة بابه أن تعلن موافقتك علي كل أحكامه ، فيضع الله الأحكام في أول القرآن ، فأول
ما يسلم الفرد ويقرأ يجد الأحكام أمامه ،
وكأن الله يقول أن أي فرد يدخل من باب الدين فيجب أن يوطن نفسه
علي كلمة سمعنا وأطعنا ، بمعني لا تأتي فتاة غير محجبة تقول سأتحجب بالتدريج ، الأول سأطيل الجونلة وهكذا تدريجيا
، هذا لا يصح من الأول حجاب أو خمار ، من الأول أسدال أو نقاب
فالمرحلية في ترك المعاصي لا تصحفيضع الله الأحكام في أول القرآن لتتعود من الأول علي أن المبدء الذي دخلت عليه دين الله هو سمعنا وأطعنا سورة
البقرة من أخطر السور ، لانه قبل أن تترل سورة البقرة ، كان المسلمين مجتمع غير متميز ، فلو نزلت المدينة قبل
نزول سورة البقرة و لو جلست مع المسلمين لا تلاحظ الفرق بينهم وبين الأمم الأخري ، أو بينهم وبين أهل الكتاب
، لا يوجد فرق ، كانت العبادات غير متميزة ، قبلتنا غير متميزة ، نصلي في نفس القبلة التي يصلي إليها اليهود
والنصاري ، فإن ملامح المجتمع كانت غير متميزة
فترلت سورة البقرة فأصبح المسلمون مجتمع مميز أي فرد علي الكرة الأرضية ينظر إلنا يعرف أننا المسلمون ، كيف
عرفت ؟ أصبحت القبلة متميزة ، نزلت فيها آيات تحويل القبلة ، آيات تفصيل العبادات نزلت فيها ، فأصبحت
عباداتنا متميزة ، أصبحت مفاهيمنا وأفكارنا متميزة عن أي أحد ، فسورة البقرة أعطت الأمة تميز
من صاحب سورة البقرة ؟قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة
كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة
وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " رواه مسلم .
هل قيل عن قارئهما ؟ عن حافظهما ؟ لا بل صاحبهما فلننتبه إلي
هذه الكلمة عن صاحب البقرة وآل عمران ، صاحب السورة ، أي تكون سورة البقرة تمشي علي الأرض ، هل
تستطيع أن تكون أنت سورة البقرة وآل عمران تمشي علي الأرض ؟
هل تريد أن يكونوا غمامتين وقاية لك من حر الشمس يوم القيامة ؟ إذا عندما يترل تشريع الربا في السورة ،
فهل من
أكل فوائد البنوك تحاج عنه السورة ؟!! عندما تجيء آل عمران لتخبرنا أننا سنقف في وجه الحرب القائمة ضد
الإسلام فهل ستقول "وأنا مالي" ، ورائي مشاكلي وقضاياي الخاصة ، سورة آل عمران التي تخبرنا أننا أمامنا مسئولية
تجاه الدين ستحاج عنا يوم القيامة ، نزل بسورة البقرة أحكام الطلاق والعدل بين الزوجين ، فظلم أحد الزوجين
الأخر ، فهل ستجيء البقرة تحاج عنه يوم القيامة
إذا عندما تقرأ سورة البقرة تنتبه لأن سورة البقرة خاصة ، المرآة عندما تقف أمامها فأنك تري أن الأصل عكس
الصورة تماما ، فلو نزلت سورة البقرة علي مجتمعنا الآن فستجد تطابق عجيب بين مجتمعنا وضد سورة البقرة ، لا
يوجد حكم واحد في سورة البقرة غير منتهك في مجتمعنا ، ونحن أول المنتهكين ، وعندما ندخل في السورة سنتبين هذا
الأمر ، فيجب أن تنتبه لأحكامها ، فلو هناك حكم أنت لا تطبقه فأنت لست من أصحاب سورة البقرة ، فالمقصود
الذين صحبوا سورة البقرة ، فنريد أن نصحبها في حياتنا بإذن الله
الطعن فى الإسلاموهي من السور التي حدث بسببها مشكلة كبيرة جدًا ، فإن المستشرقين من أكثر السور التي وجهوا الطعن للإسلام
بسببها سورة البقرة ، يقولوا سورة مائتان وستة وثمانون آية ، أربعين صفحة ، لا تعرف من أين تدخل ومن أين تخرج
، وتخرج من موضوع إلي موضوع أخر بعيد عنه ، هذا كلام المستشرقين لعنهم الله وللأسف هناك مفسرين مسلمين
قالوا نفس الكلام !!! أحد المفسرين الكبار قال في تفسيره أن سورة البقرة لا يوجد رابط ما بين آياتها !!! وكأنها
معلومة عادية !!! أي أعلموا أنه لا يوجد ترابط بين آيات سورة البقرة ، بل إن أحد المفسرين أراد أن يجعل الموضوع
مستساغ ، فقال أحكام سورة البقرة تشبه الدستور مثل دستور مصر وأي بلد أخري !!! فالدستور لا يوجد ترابط
بين مادته الأولي ومادته الثانية ، فإن أهم شيء أن تغطي مواده القانون وفقط ، يحاول أن يجعل الأمر مقبول !!!
هذا الكلام مع كل الإحترام لمن قاله ولكننا لا نحترم القول نفسه ، كيف يقال هذا الكلام ؟؟؟ فإن القرآن هو كلام
الله عز وجل ، لا يوجد كلمة في القرآن ليس لها حكمة ، وتكلمنا عن سبب تسمية السورة بهذا الأسم ، وهذا اسم
السورة ، إذا هل الآيات التي بالسورة لا يوجد بين آياتها ترابط ؟!!! فلو أن شاعر كتب قصيدة أبياتها غير مترابطة
تفشل القصيدة ، فسورة البقرة آياتها مترابط مع بعضها البعض وحدة واحدة ، وفكرة واحدة تدور كلها حول هذه
الفكرة