قصة الإسلام
الدعوة الى اللهتمثل الدعوة إلى الله أرقى ما يمكن أن يعمل به مسلم، وليس في الوجود أحسن قولاً من الدعوة إلى الله؛ مصداقًا لقول الله : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. ولعظم هذه المهمة في حياة الإنسان والدعوة، ينبغي للداعية أن يتصف بصفات الداعية الحق إلى الصراط المستقيم؛ ليستميل قلوب الناس إلى الإيمان وحب الرحمن، وهذا ما تحدث به فضيلة الدكتور راغب السرجاني في هذه المحاضرة التي هي بعنوان (كن داعيًا)، والتي ألقاها في مسجد السنة النبوية بكندا.
إن من ألزم صفات الدعوة إلى الله الشمولية، فليس الداعية فقط هو من يعظ الناس في المساجد وعلى المنابر، وإنما الدعوة في كل مجالات الحياة؛ فالخطيب داعية والمهندس داعية والطبيب داعية والمدرس داعية، والرجل داعية والمرأة داعية، والكبير داعية والصغير داعية كذلك.
من الخطورة بمكان أن يعيش الداعية بلا هدف ولا رؤية، فإذا كانت الشمولية من سمات الدعوة فإن وضوح الرؤية والهدف من ألزم سمات الداعية؛ وذلك حتى لا يضيع الوقت والجهد والمال.
كما أن الداعية لا بد أن يعي أنه لا يعمل لنفسه أو لمؤسسته، وإنما جهده الدعوي لا بد أن يكون خالصًا لله ، وإلا ضاع الأجر والثواب، وضاعت ثمرة الدعوة إلى الله مع الناس؛ فالإخلاص من لوازم الداعية التي يجب ألا يتخلى عنه في كل لحظات حياته، فمن عاش مخلصًا لربه، وعلم الله صدق نيته فتح الله له قلوب عباده، ومن هنا تأتي ثمرات الدعوة على الداعية وعلى المدعوين.
وإذا علم الداعية هدفه واستحضر الإخلاص في قلبه، فلا بد أن يعلم أن خيرية الأمة الإسلامية في أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فإذا تخلت الأمة عن هذا الدور كان لغيرنا السبق عليها، ولاستبدل الله بها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقول الله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38، 39].
وإن واقع الأمة الآن لنتيجة عن تخليها عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع أن العالم كله ينتظر الداعين إلى الله؛ لينيروا لهم طريق الإيمان والإسلام؛ لأن أمة الإسلام هي الأمة الشاهدة على الأمم يوم القيامة، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]؛ وذلك لأنها الأمة الوحيدة التي لديها المعيار الصحيح والمنهج السليم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإلاَّ مَن لمليار من البشر في الهند يعبدون البقر، ومليارين من العالم يعبدون المسيح u، ومثلهم لا يعبدون أحدًا ويدينون بالإلحاد، ومن ثم فالعالم كله ينتظر الداعين إلى الله -سبحانه- ليعرفوهم برسول الله محمد وبمنهج الإسلام، وإن هذا لدور كبير، فمن يتولَّى تلك المهمة غير المسلمين الدعاة إلى الله !!
إذن فقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست قضية هامشية في حياة المسلمين، بل هي قضية جوهرية ورئيسية بها مصلحة الأمة الإسلامية وبناؤها، وبدونها سقوط الأمة وانحدارها، ويكثر البلاء وتتعدد المصائب، ولا يستجيب الله -سبحانه- للمسلمين، حتى وإن تضرعوا ليل نهار لله ؛ يقول رسول الله : "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابًا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". فلا بد للداعية أن يعرف مهمته في الحياة ودوره في الوجود، وهو ما فهمه وعبَّر عنه الصحابي الجليل ربعي بن عامر في قوله لرستم قائد الفرس: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
إن من المعاني التي يجب أن يؤمن بها الداعية أن الله -تعالى- أخرج أمة الإسلام لتكون نموذجًا وميزانًا للعالمين في كل شيء؛ في العبادات والمعاملات والأخلاق والسياسة والاقتصاد والأسرة وغيرها من مناحي الحياة؛ فالأمة الإسلامية هي المثال التطبيقي الواقعي الذي أراده الله للناس، فإذا بَعُد الناس عن طريق الله -تعالى- الذي رسمه لهم، حادوا عن الجادة والصواب، وعانوا من المشاكل والأزمات، وما الأزمة المالية العالمية منا ببعيد!! حتى إن كبار الاقتصاد في دول العالم كفرنسا وتايلاند لم يجدوا حلاًّ للخروج من الأزمة إلا بالاقتصاد الإسلامي.
إن هذه المعاني وغيرها لا بد أن تقف عندها الأمة وتسعى لتطبيقها، وأن يحملها الداعية إلى الله معه أينما حل؛ ففي المنهج الذي يحمله صلاح للبشرية كلها، وإنقاذ لها من الهلاك والغرق، وليعلم المسلمون أن الفلاح في الدنيا والآخرة هو في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].
الدعوة الى اللهتمثل الدعوة إلى الله أرقى ما يمكن أن يعمل به مسلم، وليس في الوجود أحسن قولاً من الدعوة إلى الله؛ مصداقًا لقول الله : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إلى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. ولعظم هذه المهمة في حياة الإنسان والدعوة، ينبغي للداعية أن يتصف بصفات الداعية الحق إلى الصراط المستقيم؛ ليستميل قلوب الناس إلى الإيمان وحب الرحمن، وهذا ما تحدث به فضيلة الدكتور راغب السرجاني في هذه المحاضرة التي هي بعنوان (كن داعيًا)، والتي ألقاها في مسجد السنة النبوية بكندا.
إن من ألزم صفات الدعوة إلى الله الشمولية، فليس الداعية فقط هو من يعظ الناس في المساجد وعلى المنابر، وإنما الدعوة في كل مجالات الحياة؛ فالخطيب داعية والمهندس داعية والطبيب داعية والمدرس داعية، والرجل داعية والمرأة داعية، والكبير داعية والصغير داعية كذلك.
من الخطورة بمكان أن يعيش الداعية بلا هدف ولا رؤية، فإذا كانت الشمولية من سمات الدعوة فإن وضوح الرؤية والهدف من ألزم سمات الداعية؛ وذلك حتى لا يضيع الوقت والجهد والمال.
كما أن الداعية لا بد أن يعي أنه لا يعمل لنفسه أو لمؤسسته، وإنما جهده الدعوي لا بد أن يكون خالصًا لله ، وإلا ضاع الأجر والثواب، وضاعت ثمرة الدعوة إلى الله مع الناس؛ فالإخلاص من لوازم الداعية التي يجب ألا يتخلى عنه في كل لحظات حياته، فمن عاش مخلصًا لربه، وعلم الله صدق نيته فتح الله له قلوب عباده، ومن هنا تأتي ثمرات الدعوة على الداعية وعلى المدعوين.
وإذا علم الداعية هدفه واستحضر الإخلاص في قلبه، فلا بد أن يعلم أن خيرية الأمة الإسلامية في أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فإذا تخلت الأمة عن هذا الدور كان لغيرنا السبق عليها، ولاستبدل الله بها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقول الله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 38، 39].
وإن واقع الأمة الآن لنتيجة عن تخليها عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع أن العالم كله ينتظر الداعين إلى الله؛ لينيروا لهم طريق الإيمان والإسلام؛ لأن أمة الإسلام هي الأمة الشاهدة على الأمم يوم القيامة، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]؛ وذلك لأنها الأمة الوحيدة التي لديها المعيار الصحيح والمنهج السليم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإلاَّ مَن لمليار من البشر في الهند يعبدون البقر، ومليارين من العالم يعبدون المسيح u، ومثلهم لا يعبدون أحدًا ويدينون بالإلحاد، ومن ثم فالعالم كله ينتظر الداعين إلى الله -سبحانه- ليعرفوهم برسول الله محمد وبمنهج الإسلام، وإن هذا لدور كبير، فمن يتولَّى تلك المهمة غير المسلمين الدعاة إلى الله !!
إذن فقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست قضية هامشية في حياة المسلمين، بل هي قضية جوهرية ورئيسية بها مصلحة الأمة الإسلامية وبناؤها، وبدونها سقوط الأمة وانحدارها، ويكثر البلاء وتتعدد المصائب، ولا يستجيب الله -سبحانه- للمسلمين، حتى وإن تضرعوا ليل نهار لله ؛ يقول رسول الله : "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذابًا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". فلا بد للداعية أن يعرف مهمته في الحياة ودوره في الوجود، وهو ما فهمه وعبَّر عنه الصحابي الجليل ربعي بن عامر في قوله لرستم قائد الفرس: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
إن من المعاني التي يجب أن يؤمن بها الداعية أن الله -تعالى- أخرج أمة الإسلام لتكون نموذجًا وميزانًا للعالمين في كل شيء؛ في العبادات والمعاملات والأخلاق والسياسة والاقتصاد والأسرة وغيرها من مناحي الحياة؛ فالأمة الإسلامية هي المثال التطبيقي الواقعي الذي أراده الله للناس، فإذا بَعُد الناس عن طريق الله -تعالى- الذي رسمه لهم، حادوا عن الجادة والصواب، وعانوا من المشاكل والأزمات، وما الأزمة المالية العالمية منا ببعيد!! حتى إن كبار الاقتصاد في دول العالم كفرنسا وتايلاند لم يجدوا حلاًّ للخروج من الأزمة إلا بالاقتصاد الإسلامي.
إن هذه المعاني وغيرها لا بد أن تقف عندها الأمة وتسعى لتطبيقها، وأن يحملها الداعية إلى الله معه أينما حل؛ ففي المنهج الذي يحمله صلاح للبشرية كلها، وإنقاذ لها من الهلاك والغرق، وليعلم المسلمون أن الفلاح في الدنيا والآخرة هو في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].