مناديل السعادة
كان "حسن" يعيش حياةً تقليديَّة، بل رتيبةً إنْ صحَّ القول، لَم يَعرف خلالها سوى مكانَيْن: المَنْزل ومكتبه الكئيب بالشركة الضَّخمة التي كان يعمل بها محاسبًا؛ فهو لم يَكُن من هؤلاء الذين يحبُّون التمتُّع بجمال الطبيعة، ولا مِمَّن يُفضِّلون الخروج عامَّة، بل كان يُؤْثِر العزلة، فرُبَّما يقرأ كتابًا، أو يُتابع أخبارَ العالَم من حوله.
وبالطبع؛ شابٌّ بِمِثل هذه المواصفات لَم يكن لِيَجد أصدقاءً بسهولة، حتَّى هو لم يكن صديقًا لنفسه! فعلى الرَّغم من عمله بتلك الشركة الكبيرة، وراتبه الذي لا يكاد يُنفِق نصفه، وسيارتِه الفارهة التي يعجز المرءُ عن عدم التَّحديق بها - لَم يجد "حَسن" السعادة، وإذا سُئل عن السبب، تكون الإجابة دائمًا: "وظيفة فُرِضَت عليَّ، ووَحْدة قاتلة، هكذا عشتُ، وهكذا سأعيش".
لَم يُعانِ "حسنٌ" من تلك الوحدة النَّاجمة عن عدم وجود أشخاصٍ في حياته، بل كان يُعاني أسوأ أنواع الوَحْدة، تلك التي يسمِّيها البعضُ اغتِرابًا؛ فوالدتُه لا تعمل، ولكنَّها تستمتع بإنفاق مالِ والده على سهراتِها مع سيِّدات المجتمع الأُخرَيات، ولها هواية رائعة؛ ليست مُمارَسة الرِّياضة ولا الحياكة بالطَّبع، وإنما الظُّهور في الصُّحف والقنوات التليفزيونيَّة، وقد تَفْعل أيَّ شيءٍ لتحقيق ذلك؛ ذات مرَّة تبَرَّعت بمبلغٍ كبير لدار أيتام، وعندما سَمِع "حسن" بذلك، فَرِح كثيرًا، وذهب إليها؛ لِيَسألها عن شعورها، وعن الأطفال هناك، وعمَّا تنوي فعله من أعمال خيريَّة في المرحلة المقبِلة.
ولَم تكن صدمة "حسن" في عدم وجود مرحلة مقبِلة، وإنَّما كانت صدمتُه في استخدام والدته لذلك الأمر كمفتاحٍ لعالَم الشهرة، وحديث الناس ليس إلاَّ؛ فهي قبل أن تذهب للتبَرُّع، يجب أن تتَّصِل بالصحافة؛ كي تَضْمن نشر صُورِها بالعدد القادم كمثالٍ للرَّحمة والكرم، وعندما أبدى "حسنٌ" استياءه من ذلك، قالَت ببساطةٍ: "هم يَستفيدون، وأنا أستفيد، فما المانع إذًا؟".
أمَّا عن والده فلن يَطُول الحديث عنه؛ فهو مُحاسِب يُقدِّس العمل، لَم يكن يَرى ابنه كثيرًا، ولكنَّه يرى أنَّ العائد من وراء ذلك هو توفير تلك الوظيفة الرَّائعة لابنه، وكانت جملتُه الشهيرة: "أنا لا أعمل لِنَفسي، بل لك ولوالدتِك؛ فالعمل هو المال، والمال هو السعادة".
لَم يستطع "حسن" أن ينسجم مع هذا العالَم الزَّائف، فغالبًا ما كان يجد نفسه وحيدًا، حتَّى وإنْ كان بين والده ووالدته ومئات الأشخاص من معارفهم.
وذات يومٍ، ذهب "حسن" في طريقه إلى العمل دون أن يَعلم أنَّ هذا اليوم سيختلف تمامًا عن باقي أيام حياته، بل وسيجعل منه أيضًا شخصًا أفضل، كان الزَّحام شديدًا ذلك اليوم، وبينما كان "حسن" منتظِرًا في سيارته، إذا به يسمع طَرْقًا خفيفًا على زجاج السيارة، فالْتفتَ ليجد طفلة لا تتَجاوز التاسعة تُشير إليه.
في البداية، لَم يَستطع "حسن" أن يتبيَّن مَلامِحَها جيِّدًا؛ من كثرة ما تَحْمل من علب المناديل، ولكن أوَّل ما تبيَّنَه هو عدَمُ نظافتها، فخَشِي أن تُلوِّث بيديها القذرتين هاتين زجاجَ سيارته أكثر من ذلك، فأنزل الزُّجاج، وسأل: "بكم تبيعين الواحدة؟"، فأجابت: "بجنيهين"، كان "حسن" في عجلةٍ من أمره؛ فقد بدأ الزحام ينقشع، فأخرج عشر جنيهات من جيبه، وقال مُسرِعًا بلا تفكير: "تفضَّلي، يتبقى لي إذًا سبع جنيهات"، فقالت الفتاة مبتسمة: "لقد خدعتَني حقًّا بملابسك الأنيقة وسيارتك الفارهة"، فقال متعجِّبًا: "ماذا تقصدين؟"، فأجابت: "تصوَّرتُ أنَّك شخص متعلِّم، ولكن من لا يعلم أنَّ حاصل طرح اثنين من عشرة هو ثمانية، ليس كذلك بالتأكيد".
لَم يستطع "حسن" أن يمنع نفسه من الضحك، وأخذ الباقي، والمناديل في عجالة؛ فقد بدأت السيَّارات من حوله تتحرَّك، قضى "حسن" يومًا ممتعًا على غير العادة بالعمل، فكلَّما كان ينظر إلى علبة المناديل، كان يتذكَّر ذكاء تلك الطفلة الطريفة ويبتسم.
في اليوم التالي، استيقظ "حسن" في ميعاده، وكان يرتدي ملابسه مبتسِمًا متمنِّيًا أن يُقابلها مجدَّدًا، وقد كان!
نظرَت الفتاة حين رأتْه إلى الساعة الكبيرة المعلَّقة بالميدان، وقالت: "الثامنة والنصف، تمامًا مثل البارحة، لم يخدَعْني إحساسي هذه المرَّة؛ فقد تخيَّلتُ أنَّك أحد هؤلاء الأشخاص الذين يلتَزِمون بمواعيدهم، ويعشقون النِّظام"، فضحك "حسن" مجددًا، وسألها: "بأي صفٍّ تَدرسين؟"، فأجابت: "كنت بالصف الثالث الابتدائي في السنة الماضية، ولكنني لَم أذهب إلى المدرسة هذا العام؛ فوالدي مُتوفًّى، ولَم تَعُد أمي تستطيع تحمَّل نفقاتي أنا وأختي، وأخي الصغير"، فصمتَ قليلاً، ثم قال: "هل يمكنني مساعدتك بشيء؟"، فردَّت بجرأة: "من يرغب في مساعدتي، يشتري منِّي أكبر قدرٍ من المناديل، ولكن حتَّى وإنْ فعلتَ ذلك لا أعتقد أنَّ هذا سيُعيدني إلى مدرستي هذا العام".
ومجدَّدًا، حالت حركة السيارات من حوله دون استكمال حديثهما، لَم يستطع "حسن" أن يمنع نفسه من التفكير فيما قالَتْه الفتاة؛ فيا له من كبرياء! ويا لَها من فتاة مسكينة!
وفجأةً قرَّر "حسن" أن يتوقَّف عن التفكير، وأن يفعل شيئًا لمساعدة تلك الفتاة؛ فلم يذهب في اليوم التَّالي إلى العمل، وكان ذلك بالطبع إحساسًا جديدًا لَم يختبره من قبل؛ ذهب "حسن" إلى الفتاة وتتبَّعها خُفْيةً، حتَّى رأى مَنْزلها المتواضع، وقبل أن يدخل إلى المنزل؛ ليرى إن كانت والدتُها ستتقبَّل مساعدته، وجد سيِّدة تطرق الباب، وتُقبِّل الفتاة، وتعطي والدتها نقودًا، ثم مضَتْ مسرعة.
فتعجَّب "حسن" ونظر مِن حوله، فلم يجد سوى شيخٍ كبير، فسأله إن كان يعرف تلك السيِّدة، فردَّ الشيخ: "لا تتعجَّب؛ إنَّ الله لا ينسى أحدًا، ولما كانت هذه المرأة المسكينة لا تَقْبل المساعدة من أحد، رزَقَها الله بتلك السيدة الفاضلة التي تُدير مكانًا متواضعًا لمساعدة أُسَر اليتامى، وإن كانت تتوقَّف عن زيارتها بالشهور؛ لعدم كفاية الموارد، ولكنها تُساعد قدر المستطاع".
فَرِح "حسن" بهذا الكلام كمن وجد كَنْزًا، ولَحِق بتلك السيدة، وتحدَّث معها حديثًا خلَّفَ وراءه ابتسامةً على وجهِ كلٍّ منهما.
بعد بضعة أيام، ذهب "حسن" في الصباح إلى إحدى المدارس، ووقف خلف باب أحد الفصول، فسمع المعلِّمة تسأل: "مَن يرغب في القراءة؟"، ثم سمع صوتًا صغيرًا مألوفًا يقول: "يا له من فنٍّ جميل! ويا لَها من سعادةٍ غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يُسعِد غيره، فابحث عن سعادتك في إسعاد الآخَرين".
كان "حسن" يعيش حياةً تقليديَّة، بل رتيبةً إنْ صحَّ القول، لَم يَعرف خلالها سوى مكانَيْن: المَنْزل ومكتبه الكئيب بالشركة الضَّخمة التي كان يعمل بها محاسبًا؛ فهو لم يَكُن من هؤلاء الذين يحبُّون التمتُّع بجمال الطبيعة، ولا مِمَّن يُفضِّلون الخروج عامَّة، بل كان يُؤْثِر العزلة، فرُبَّما يقرأ كتابًا، أو يُتابع أخبارَ العالَم من حوله.
وبالطبع؛ شابٌّ بِمِثل هذه المواصفات لَم يكن لِيَجد أصدقاءً بسهولة، حتَّى هو لم يكن صديقًا لنفسه! فعلى الرَّغم من عمله بتلك الشركة الكبيرة، وراتبه الذي لا يكاد يُنفِق نصفه، وسيارتِه الفارهة التي يعجز المرءُ عن عدم التَّحديق بها - لَم يجد "حَسن" السعادة، وإذا سُئل عن السبب، تكون الإجابة دائمًا: "وظيفة فُرِضَت عليَّ، ووَحْدة قاتلة، هكذا عشتُ، وهكذا سأعيش".
لَم يُعانِ "حسنٌ" من تلك الوحدة النَّاجمة عن عدم وجود أشخاصٍ في حياته، بل كان يُعاني أسوأ أنواع الوَحْدة، تلك التي يسمِّيها البعضُ اغتِرابًا؛ فوالدتُه لا تعمل، ولكنَّها تستمتع بإنفاق مالِ والده على سهراتِها مع سيِّدات المجتمع الأُخرَيات، ولها هواية رائعة؛ ليست مُمارَسة الرِّياضة ولا الحياكة بالطَّبع، وإنما الظُّهور في الصُّحف والقنوات التليفزيونيَّة، وقد تَفْعل أيَّ شيءٍ لتحقيق ذلك؛ ذات مرَّة تبَرَّعت بمبلغٍ كبير لدار أيتام، وعندما سَمِع "حسن" بذلك، فَرِح كثيرًا، وذهب إليها؛ لِيَسألها عن شعورها، وعن الأطفال هناك، وعمَّا تنوي فعله من أعمال خيريَّة في المرحلة المقبِلة.
ولَم تكن صدمة "حسن" في عدم وجود مرحلة مقبِلة، وإنَّما كانت صدمتُه في استخدام والدته لذلك الأمر كمفتاحٍ لعالَم الشهرة، وحديث الناس ليس إلاَّ؛ فهي قبل أن تذهب للتبَرُّع، يجب أن تتَّصِل بالصحافة؛ كي تَضْمن نشر صُورِها بالعدد القادم كمثالٍ للرَّحمة والكرم، وعندما أبدى "حسنٌ" استياءه من ذلك، قالَت ببساطةٍ: "هم يَستفيدون، وأنا أستفيد، فما المانع إذًا؟".
أمَّا عن والده فلن يَطُول الحديث عنه؛ فهو مُحاسِب يُقدِّس العمل، لَم يكن يَرى ابنه كثيرًا، ولكنَّه يرى أنَّ العائد من وراء ذلك هو توفير تلك الوظيفة الرَّائعة لابنه، وكانت جملتُه الشهيرة: "أنا لا أعمل لِنَفسي، بل لك ولوالدتِك؛ فالعمل هو المال، والمال هو السعادة".
لَم يستطع "حسن" أن ينسجم مع هذا العالَم الزَّائف، فغالبًا ما كان يجد نفسه وحيدًا، حتَّى وإنْ كان بين والده ووالدته ومئات الأشخاص من معارفهم.
وذات يومٍ، ذهب "حسن" في طريقه إلى العمل دون أن يَعلم أنَّ هذا اليوم سيختلف تمامًا عن باقي أيام حياته، بل وسيجعل منه أيضًا شخصًا أفضل، كان الزَّحام شديدًا ذلك اليوم، وبينما كان "حسن" منتظِرًا في سيارته، إذا به يسمع طَرْقًا خفيفًا على زجاج السيارة، فالْتفتَ ليجد طفلة لا تتَجاوز التاسعة تُشير إليه.
في البداية، لَم يَستطع "حسن" أن يتبيَّن مَلامِحَها جيِّدًا؛ من كثرة ما تَحْمل من علب المناديل، ولكن أوَّل ما تبيَّنَه هو عدَمُ نظافتها، فخَشِي أن تُلوِّث بيديها القذرتين هاتين زجاجَ سيارته أكثر من ذلك، فأنزل الزُّجاج، وسأل: "بكم تبيعين الواحدة؟"، فأجابت: "بجنيهين"، كان "حسن" في عجلةٍ من أمره؛ فقد بدأ الزحام ينقشع، فأخرج عشر جنيهات من جيبه، وقال مُسرِعًا بلا تفكير: "تفضَّلي، يتبقى لي إذًا سبع جنيهات"، فقالت الفتاة مبتسمة: "لقد خدعتَني حقًّا بملابسك الأنيقة وسيارتك الفارهة"، فقال متعجِّبًا: "ماذا تقصدين؟"، فأجابت: "تصوَّرتُ أنَّك شخص متعلِّم، ولكن من لا يعلم أنَّ حاصل طرح اثنين من عشرة هو ثمانية، ليس كذلك بالتأكيد".
لَم يستطع "حسن" أن يمنع نفسه من الضحك، وأخذ الباقي، والمناديل في عجالة؛ فقد بدأت السيَّارات من حوله تتحرَّك، قضى "حسن" يومًا ممتعًا على غير العادة بالعمل، فكلَّما كان ينظر إلى علبة المناديل، كان يتذكَّر ذكاء تلك الطفلة الطريفة ويبتسم.
في اليوم التالي، استيقظ "حسن" في ميعاده، وكان يرتدي ملابسه مبتسِمًا متمنِّيًا أن يُقابلها مجدَّدًا، وقد كان!
نظرَت الفتاة حين رأتْه إلى الساعة الكبيرة المعلَّقة بالميدان، وقالت: "الثامنة والنصف، تمامًا مثل البارحة، لم يخدَعْني إحساسي هذه المرَّة؛ فقد تخيَّلتُ أنَّك أحد هؤلاء الأشخاص الذين يلتَزِمون بمواعيدهم، ويعشقون النِّظام"، فضحك "حسن" مجددًا، وسألها: "بأي صفٍّ تَدرسين؟"، فأجابت: "كنت بالصف الثالث الابتدائي في السنة الماضية، ولكنني لَم أذهب إلى المدرسة هذا العام؛ فوالدي مُتوفًّى، ولَم تَعُد أمي تستطيع تحمَّل نفقاتي أنا وأختي، وأخي الصغير"، فصمتَ قليلاً، ثم قال: "هل يمكنني مساعدتك بشيء؟"، فردَّت بجرأة: "من يرغب في مساعدتي، يشتري منِّي أكبر قدرٍ من المناديل، ولكن حتَّى وإنْ فعلتَ ذلك لا أعتقد أنَّ هذا سيُعيدني إلى مدرستي هذا العام".
ومجدَّدًا، حالت حركة السيارات من حوله دون استكمال حديثهما، لَم يستطع "حسن" أن يمنع نفسه من التفكير فيما قالَتْه الفتاة؛ فيا له من كبرياء! ويا لَها من فتاة مسكينة!
وفجأةً قرَّر "حسن" أن يتوقَّف عن التفكير، وأن يفعل شيئًا لمساعدة تلك الفتاة؛ فلم يذهب في اليوم التَّالي إلى العمل، وكان ذلك بالطبع إحساسًا جديدًا لَم يختبره من قبل؛ ذهب "حسن" إلى الفتاة وتتبَّعها خُفْيةً، حتَّى رأى مَنْزلها المتواضع، وقبل أن يدخل إلى المنزل؛ ليرى إن كانت والدتُها ستتقبَّل مساعدته، وجد سيِّدة تطرق الباب، وتُقبِّل الفتاة، وتعطي والدتها نقودًا، ثم مضَتْ مسرعة.
فتعجَّب "حسن" ونظر مِن حوله، فلم يجد سوى شيخٍ كبير، فسأله إن كان يعرف تلك السيِّدة، فردَّ الشيخ: "لا تتعجَّب؛ إنَّ الله لا ينسى أحدًا، ولما كانت هذه المرأة المسكينة لا تَقْبل المساعدة من أحد، رزَقَها الله بتلك السيدة الفاضلة التي تُدير مكانًا متواضعًا لمساعدة أُسَر اليتامى، وإن كانت تتوقَّف عن زيارتها بالشهور؛ لعدم كفاية الموارد، ولكنها تُساعد قدر المستطاع".
فَرِح "حسن" بهذا الكلام كمن وجد كَنْزًا، ولَحِق بتلك السيدة، وتحدَّث معها حديثًا خلَّفَ وراءه ابتسامةً على وجهِ كلٍّ منهما.
بعد بضعة أيام، ذهب "حسن" في الصباح إلى إحدى المدارس، ووقف خلف باب أحد الفصول، فسمع المعلِّمة تسأل: "مَن يرغب في القراءة؟"، ثم سمع صوتًا صغيرًا مألوفًا يقول: "يا له من فنٍّ جميل! ويا لَها من سعادةٍ غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يُسعِد غيره، فابحث عن سعادتك في إسعاد الآخَرين".